احتجاجات شعبية عارمة في تونس لليوم الرابع
تقرير| 218
إلى أين تمضي البلاد؟! سؤال يختصر المشهد الذي أفاقت عليه مدن تونسية قبل أربعة أيام في ذكرى ثورة الياسمين العاشرة، ورسمت ملامحه احتجاجات شعبية عارمة، شابها أعمال عنف وتخريب في بعض المناطق، واعتقالات من قبل الشرطة للمشاركين فيها في مناطق أخرى، بعد وقوع اشتباكات رشق خلالها الشباب رجال الأمن بالحجارة والقنابل الحارقة، بينما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه في محاولة لتفريق المحتجين.
وتأتي الاحتجاجات وسط تجاذبات سياسية وأزمة اقتصادية غير مسبوقة تمر بها تونس فاقمتها أزمة كورونا وحالات الإغلاق لمنع تفشي الفيروس، ما تسبب بزيادة نسبة البطالة المزمنة إلى 18 في المئة، ومع عدم وجود خطة واضحة لهذه الاحتجاجات أو قيادة سياسية أو دعم من الأحزاب الرئيسية، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت ستكتسب زخماً أم ستخمد كسابقاتها منذ 2011.
ودعا الرئيس قيس سعيّد خلال حديثه مع مئات المتظاهرين الذين تجمعوا أمام منزله إلى احترام الممتلكات العامة وتجنب تدميرها، وأكد على حقهم في العمل والحرية وفي الكرامة الوطنية، أما الشرطة التونسية فأعلنت من جهتها أنها اعتقلت ما يقرب من ألف شخص أغلبهم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاما في المواجهات بتونس العاصمة ومدن أخرى رغم فرض حجر صحي تام في البلاد، وذكرت أنباء أن مئات الشباب اشتبكوا مع الشرطة في حي التضامن بالعاصمة بينما تحدّث مقيمون في القصرين وقفصة وسوسة والمنستير عن أعمال عنف بشوارع تلك المدن.
ودعت منظمة العفو الدولية إلى ضبط النفس، بعد نشر صور. تظهر أفرادا من الشرطة يضربون ويجرون أشخاصا بعد احتجازهم، أما المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد الحيوني فقال إن الاعتقالات جاءت على خلفية أعمال شغب شملت أعمال نهب وهجمات على الممتلكات، ما استدعى استقدام تعزيزات أمنية لضبط الوضع وإعادة الهدوء إلى الشارع التونسي.