إيطاليا تُحاول اللعب بورقة الجهوية في ليبيا
تقرير 218
لم تخف ايطاليا خوفها الواصل حد الذعر من مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية فهي ترى بأن ليبيا حق حاضر وماض لها فمنذ الانقسام السياسي الذي تشهده البلاد لا تترك فرصة سانحة إلا وتنبري لها مدعية تلك الأحقية.
لعبت إيطاليا بكل الأوراق، بدايةً بملف الهجرة غير القانونية ومحاولة توطين المهاجرين على الساحل الليبي أو مكافحة الهجرة على المنصة الليبية وفي الأثناء حشرت نفسها في محاربة الأفريكوم لداعش في سرت فكان مستشفاها الميداني المحمي بــ 300 جندي في مصراتة بحجة علاج جرحى الوفاق ولايزال المشفى قائماً وكذلك الجنود.
أما مصالحها الاقتصادية من نفط وغاز وشماعة شركة ايني فهي حاضرة في كل ملف.
مؤتمرها في باليرمو سبقه وأعقبه ما يشبه التقرب والاقتناع بالجيش الوطني وتوطيد العلاقة بالقائد العام خليفة حفتر فكان مقترحها المعلن حصر الأزمة الليبية بين جيش ووفاق وتحديداً حفتر والسراج إلى أن دقت طبول الحرب على أبواب العاصمة حينما رفضت الوفاق اتفاق أبوظبي فكانت إملاءات التشكيلات المسلحة عليه بصد دخول جيش البلاد لثكناته في العاصمة وهنا ارتبك الموقف الإيطالي فبحث عن ورقة جديدة.
فهاهي الحكومة الإيطالية تعرب عن مواصلة دعمها للسرّاج، مستدركة القول “لكن برقة تبقى مُحاوراً للحل السياسي”، في محاولة لحشد أنظار العالم والإقليم إلى أن الصراع في ليبيا جهوي وهو ليس كذلك على الإطلاق، وسواء كانت تقصد ببرقة الجغرافيا السكانية أو السلطات فهناك لعب بالكلمات.
إيطاليا تتناغم مع كتلة الوفاق ذات العلاقة الواضحة والخفية مع تيار التأسلم السياسي في استخدام جميع الأوراق التي من شأنها أن تحقق ما تراه كسباً لمعركتها في الحكم والنفوذ وتبادل المنفعة والمصالح دون أي اعتبار لمصلحة المواطن الليبي ومستقبل الأمة الليبية وحقها في النهوض وقيام دولة حقيقية لا مجرد ساحل رابع لأحفاد الغزاة.