إيطاليا تحسمها: لن ننقذ المهاجرين.. ويُلمّح ل”التوطين”
218TV|خاص
لم يهدأْ وزيرُ الداخليّةِ الإيطالي ماتيو سالفيني منذُ استلامِه منصبه في حربِه التي أعلنَها ضدَّ الهجرة والمنظماتِ الإنسانيّة العاملةِ في المتوسّط لإنقاذهم، فتارَةً يُصدِرُ قراراً بمنع رسوّ سُفنِ الإنقاذ، وتارَةً يمنعُ أقدام المهاجرين أن تَطأَ الأراضيَ الإيطاليَّة.
في تطورٍ جديدٍ، وصفتهُ هيومن رايتس ووتش بـ”غيرِ الإنسانيِّ” ، أصدَرت الحكومَةُ الإيطاليّةُ مرسوماً يمنعُ سفنَ الإنقاذِ من العملِ، ويحدُّ من حقوقِ المهاجرين بطلبِ اللجوءِ الإنساني، وليس بالغريبِ أن يحملَ هذا المرسوم بصماتِ سالفيني، الإعلانُ عن القانون الجديد جاءَ بعدَ أيامٍ فقط، من إعلانِ بنما سحبَ عَلَمِها من السفينة أكواريوس2، بسببِ ضغوطٍ سياسيّةٍ مارستها إيطاليا عليها. بعد أن مُنِعَت السفينةُ مراراً من إيطاليا وفرنسا، إلّا أنَّ آمرَ البحريّة البنميّة التجاريّة فرناندو سولورزانو قالَ لـ218 نيوز إنَّ سحبَ العلمِ هو إجراءٌ قانونيٌّ نظراً لأن أكواريوس 2، التي ما تزال عالقةً في المياه الدولية وعلى متْنِها ثمانية وخمسون مهاجراً، لم تلتزم بالقانونِ البحريّ، وقامت بأعمالٍ غير مرخّص لها بها.
بعد كلّ هذه الإجراءات، لا يزال سالفيني يسعى لأَنْ يورّط ليبيا ودولَ الساحلِ الأفريقي، بإقامَةِ مراكز استقبالٍ للمهاجرين غير القانونيين، حتى تتهرّب مرّةً أخرى من مسؤولياتِها، خاصّة أنَّ المهاجرينَ الآن باتوا عالقينَ في عُرضِ البحرِ دونَ معرفَةِ وِجْهَتهم.
يستمرُّ ملفُّ الهجرةِ ورحلاتِ الموتِ عبرَ المتوسّط في حصدِ الأرواحِ، وإثارةِ أزماتٍ سياسيّةٍ بين دُولِ الاتحادِ الأوروبيّ والساحل الأفريقي، في الوقتِ الذي فشلت فيه كافّة المبادراتِ والاجتماعاتِ في الوصولِ لحلٍّ نهائيٍّ للحدّ منها.