إليك كل ما ترغب في معرفته عن التغير المناخي
البداية:
بدأت الحكاية، في القرن الماضي، حين بدأت درجات الحرارة في ارتفاع ملحوظ وكبير، بسبب الغازات التي تُفرزها الصناعات الكبرى، وحرق الوقود الأحفوري، وتناقص المساحات الطبيعية في كوكب الأرض، وكل هذا تسبّب في احتباس الحرارة في الجو بشكل عام، أدّى إلى ارتفاع الحرارة.
وسجّلت الغازات في الجو، إلى أعلى مستوياتها، على مدار الأعوام 800000 الأخيرة، وهو الأمر الذي يُهدّد الكائنات الحية على الكوكب، ويزيد من ارتفاع مستويات البحار، وتغيّر المناخ نحو الأسوأ، وهذا ما كشفته السنوات الماضية، التي شهدت أعصاير ورياح قوية جدا، دمّرت أجزاءً هامة على الأرض، وتُعرّض الحيوانات والنباتات إلى الانقراض بسبب التغير المفاجئ للمناخ، في كل عام.
المساعي الأولى لوقف التغير المناخي:
شهد العام 1992 معاهدة دولية اتفقت عليها 165 دولة، كان اسمها”اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ”، وعقد اجتماعات حينها عُرفت باسم “مؤتمر الأطراف”، لتدارك الأزمة. وأما اليوم فقد تضاعف عدد الدول ووصلت 197 دولة ملتزمة بالاتفاقية الأممية لمعالجة التغير المناخي.
تحذير عالمي:
في أكتوبر من العام الماضي، أصدرت “الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ”، تحذيرا لتجنّب الأزمة المدمرة للكوكب، وطالبت الهيئة في تقريرها، بأن الدرجات الحرارة يجب أن لا تصل إلى درجات المئوية فوق مستويات درجات الحرارة، ما قبل الثورة الصناعية، في القرن الماضي، أي أن ما سيشهده الكوكب في العقود القادمة، سيكون مضاعفا في التقلبات الجوية، والتي ستؤدي إلى كوارث طبيعية، بسبب استنزاف الطبيعة وإطلاق الغازات في الجو.
والأهمّ في التقرير أنه منح موعدًا نهائيًا، لتجنّب الكارثة، ويجب أن تُخفّض درجات الحرارة بحلول العام 2030، أي إلى النصف، وإعادة مستوياتها التي كانت عليها في العام 2010، لتجنّب الوصول إلى درجة ونصف مئوية.
العواقب الوخيمة على الكوكب:
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، من جهته، دعا دول العالم إلى تحديد أهدافا حقيقية، مع عام 2020، لأجل وقف زيادة الانبعاثات الغازية، مشيرا في حال عدم اتخاد أي أهداف ذات مصداقية، فهذا يعني أننا نجازف بالوقت، وحينها ستتربت عواقب وخيمة على الكوكب.
الفقر والتغير المناخي:
تحذر الدراسات الدورية المهتمة بالتغير المناخي، من خطر مضاعفة الفقر العالمي، بسبب ارتفاع مستويات البحار والتي تتسبب في الفياضات والأعاصير المدمرة للبشر والطبيعة، وأشارت إلى أنها تعمل على تخفيض الأشخاص المعرضين للخطر بسبب التغير المناخي، لمئات الملايين بحلول العام 2050.
تهديد مباشر للبشر:
يهدّد التغير المناخي، سلامة مليارات من البشر على كوكب الأرض، وهُنا بعض الأمثلة، إعصار “يولاندا” في الفلبين أدى إلى مصرع قرابة 10000 إنسان في عام 2013، وفي العام 2003 أدت درجات الحرارة المرتفعة في الدول الأوروبية، إلى مصرع 35000 إنسان، وقد توقّعت منظمة الصحة العالمية أن التغير المناخي، قد يؤدي إلى مصرع 250000 إنسان في عامي 2030 و 2050، بسبب مرض الملاريا، وسوء التغذية، التي سيسببها التغير المناخي.
العام 2100 والكارثة المتوقعة:
وصفت التوقعات بزيادة ارتفاع الحرارة في العام 2100 بأنها مفجعة، بزيادة تصل إلى 3 درجات مئوية في متوسط درجات الحرارة العالمية، وبدأت المساعي فعليًا لمعالجة الأزمة في فرنسا وهولندا وسويسرا، في رفع دعاوي قضائية على حكومات بلدانهم، لتتخد إجراءات حقيقية لتخفيف التغير المناخي.
الوقود الأحفوري والتغير المناخي:
ويُشكّل الوقود الأحفوري الذي يتم استخدامه لإنتاج الطاقة، والذي يستخرج من الفحم الحجري والفحم النفطي والأسود والغاز الطبيعي والنفط، من الأسباب الأولية للتغير المناخي، وأظهرت البحوث الدولية، أن قرابة 100 شركة عالمية مسؤولة عن 71 في المائة من الانبعاث الغاز المسبب في الاحتباس الحراري، منذ العام 1988.
دعوة منظمة العفو الدولية للحكومات:
في تقريرها الخاص بالتغير المناخي، دعت المنظمة الدول إلى بذل ما تسطتيع، لوقف ارتفاع درجا الحرارة في العالم، وأن تُخفّض انبعاث الغازات التي تتسبب في الاحتباس الحراري إلى الصفر مع حلول العام 2050.
وطالبت منظمة العفو الدولية، من الدول الغنية، العمل بشكل أسرع، بحلول العام 2030، وبضرورة أن تصل الانبعاثات الغازية إلى النصف والعودة إلى مقياسها في 2010.