“إرث سلامة” في الحقل الليبي يعود إلى الواجهة
تقرير 218
يغيب غسان سلامة عن المشهد الليبي تاركا خلفه إرثا لا يزال محل حديث على الساحة المحلية والدولية، فما وضعه المبعوث الأممي السابق من خطة تمثلت في مسارت ثلاث “سياسية وعسكرية واقتصادية” ودعمها مؤتمر برلين في الـ19 من شهر يناير لم تجد لها طريقا أمام صراع ليبي اتسم بالديمومة.
وبعد انهيار الهدنة التي تعد من أساسيات نجاح المسارات الثلاث وفي مقدمتها المسار العسكري عاد هذا الأخير إلى الواجهة وبدا من الواضح أن ثمة تجاوبا من طرفي النزاع في ليبيا لاستئناف حوار لجنة 5+5 العسكرية التي سبق وأن عقدت على جولات في جنيف.
هذا التجاوب الضمني لقي استحسانا ورضا من البعثة الأممية التي تقودها ستيفاني وليامز مشترطة احترام اللجنة لما تم الاتفاق عليه في برلين وقرار مجلس الأمن 2510 المرتكز على وقف القتال وحظر وصول الأسلحة إلى ليبيا ووقف جميع أشكال الدعم العسكري الذي تسبب فيه التدخل الخارجي.
هذه الجولة الجديدة التي لم يحدد لها زمان ومكان وإن كان من المؤكد أن تعقد عبر تقنية الاتصال المرئي في حال تم عقدها بالفعل بسبب الظروف الصحية التي أنتجها فيروس كورونا جاءت في وقت أشغل فيه الفيروس العالم وبالأخص الدول الكبرى المعنية بالملف الليبي.
وتوازى الحديث عن العملية السياسية في ليبيا التي لن تنجح إلا بالتوافق العسكري على وقف القتال بشكل دائم، مع عملية صراع ازداد حدة في الآونة الأخيرة وهو ما يثير شكوكا حول إمكانية التوصل لحل ممكن وإيجاد طريقة تطفئ نارا ازداد لهيبها.