إدارة الإعلام الخارجي.. تخبُّط يضرب سمعة الإعلام الليبي
نفت الصحفية الإيطالية فرانشيسكا مينوتشي عبر تغريدة على صفحتها الرسمية على تويتر، ما سبق وأن أعلنته إدارة الإعلام الخارجي بوزارة خارجية الوفاق على صفحاتها الرسمية على تويتر والفيسبوك بخصوص مغادرة الصحفية الإيطالية الأراضي الليبية بعد تأدية أعمالٍ صحفية جاءت من أجلها.
وفنّدت مينوتشي تصريحات إدارة الإعلام الخارجي، مؤكدة أنها قد جاءت إلى ليبيا بغرض زيارة ميناء مصراتة والاطّلاع على مراكز إيواء اللاجئين، منوّهة بأنّه لم يُسمح لها بذلك، وكل ما تقدّمت به من طلبات تتعلق بتأدية مهامها الصحفية التي جاءت لأجلها لم يتم قبولها، وأوضحت أنها لم تقم بتغطية أي احتفالات في ليبيا فضلاً عن حضورها.
وكانت إدارة الإعلام الخارجي التابعة لوزارة الخارجية في حكومة الوفاق قد أعلنت على صفحتيها في الفيسبوك وتويتر أنها ودّعت الصحفية مينوتشي يوم الأربعاء 21 نوفمبر، بعد أن قامت بزيارة عمل إلى ليبيا شملت العديد من المواضيع الصحفية ، اختتمتها بحضور احتفالات المولد النبوي الشريف في طرابلس، وهو ما فندته الصحفية عبر صفحتها على تويتر مباشرة.
الجدير بالذكر أن الصحفية فرانشيسكا مينوتشي قد وصلت إلى ليبيا في مهمة عمل صحفية معلنة، ودخلت إلى البلاد بالطرق القانونية وبالتنسيق مع إدارة الإعلام الخارجي، إلا أنها لم تتمكن من إجراء المقابلات والزيارات التي تريدها لأجل موضوعها الصحفي الذي جاءت من أجله.
وعلى ما يبدو أن إدارة الإعلام الخارجي لم تمكنها من ذلك لأسباب غير معلومة، الأمر الذي اضطّر الصحفية إلى الاستقصاء عن معلومات حول موضوع السفينة “نيفين” التي كانت تقل مهاجرين غير قانونيين رفضوا النزول إلى ليبيا وظلوا على ظهر السفينة لأيام طويلة، حتى تم إنزالهم بالقوة.
الصحفية مينوتشي، عبر صفحتها على تويتر نشرت العديد من التفاصيل، وتابعت أخبار المهاجرين المعتصمين على ظهر السفينة نيفين على رصيف ميناء مصراتة، من خلال تواصلها مع متعاونين داخل الميناء وعلى ظهر السفينة ، زودوها بالمعلومات عبر رسائل الأنترنت مدعمة بالصور ومقاطع الفيديو.
وأعتبر متابعون ونشطاء وصحفيين، أن اضطرار مينوتشي للجوء إلى استقاء الأخبار والمعلومات من عملاء ومتعاونين، تحدٍ صارخ لإدارة الإعلام الخارجي وصفعة لها في آن، إذ أنها لم تسهل إجراءات وصول الصحفية لمكان الحدث لتقوم بتغيطتها بكل حرية ويسر، وهو أمر ملزم لإدارة الإعلام الخارجي كونها الجهة الرسمية المسؤولة عن الصحفيين الأجانب الوافدين لغرض تأدية أعمال صحفية مشروعة، تعتبر حق من الحقوق التي تكفلها دساتير العالم وتعترف بها وزارة الخارجية الليبية، حتى لو بشكل ظاهري.
وسجلت بعض التعليقات على ما دونته فرانشيسكا على صفحتها في تويتر إدانة واضحة لسوء إدارة المسؤولين بالإعلام الخارجي التابع لوزارة الخارجية الليبية في حكومة الوفاق، بينما انتقد آخرون أساليبهم اللامسؤولة تجاه الصحفيين الأجانب إذ تتم الموافقة على الحضور ويمنح الصحفي الضمانات الكفيلة بتأدية عمله الذي سيسافر لأجل، في حين يكتشف بعد وصوله إلى ليبيا بأنه غير قادر على تأدية عمله ، نتيجة سوء الإدارة والارتباك الواضح الذي يضرب أقسام وموظفي إدارة الإعلام الخارجي.
وما يجعل من هذه الانتقادات قريبة للحقيقة التضارب في التصريحات الرسمية التي تنشرها إدارة الإعلام الخارجي حول زيارات الصحفيين الأجانب وما تم خلالها، والتي تحظى بنفي وتفنيد من جانب الصحفيين أنفسهم في وقت لاحق، مما يجعل الصحافة الليبية والصحفيين في وضع محرج ومخزٍ أمام زملائهم ونظرائهم من الصحفيين الأجانب، فإنْ كان هذا سلوك وأسلوب إدارات الإعلام في ليبيا فكيف يكون الإعلاميّون؟ هذا ما يدور في أذهانهم وهذا ما لن يستطيع الصحفي الليبي أن يجد له إلا إجابة واحدة مفادها أن الخبز لم يعطَ لخبازه فاحترقت العجينة.