“إخوان تونس” على خطى أردوغان تجاه ليبيا
تقرير 218
ما إن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تدخله المباشر في ليبيا حتى بدأت تظهر جليا نوايا جماعة الإخوان المسلمين في السيطرة على البلاد وإعادة إثبات تموضعها ليس على الساحة المحلية فحسب بل على المستوى الإقليمي.
تونس الجارة التي حاول من خلالها أردوغان فتح مسار نحو ليبيا من خلال حركة النهضة الإخوانية بعد زيارته لها في ديسمبر العام الماضي بدأت فيها الأصوات تتعالى من قبل شريحة واسعة من السياسيين والصحفيين والشعبويين بضرورة لجم مشروع الإخوان الذي ناصر ودعم حتى سنوات قليلة مضت تنظيمات إرهابية على رأسها داعش.
وعلى الرغم من كل تلك المناهضة لهذا المشروع والدعوات لمساءلة الغنوشي وإسقاطه من سدة حكم السلطة التشريعية بعد أن زار تركيا والتقى رئيسها دون الإفصاح عن نوايا الزيارة أمام مرأى ومسمع صاحب قصر قرطاج قيس سعيد، فإن نهج الإخوان في تونس ما يزال مستمرا في دعم إخوان ليبيا.
وما تصريحات أحد قياديي حزب النهضة ووزير العدل الأسبق نور الدين البحيري، إذ دعا إلى الوقوف ضد الجيش الوطني في ليبيا بحجة أنه يعبث بأمن البلاد وأن أمن تونس من أمن ليبيا، والوقوف مع حكومة الوفاق ورئيسها المعترف بها دوليا متجاوزا بذلك موقف رأس الدولة قيس سعيد من الشأن الليبي الذي عده شأنا داخليا لا يمكن التدخل فيه.
لا يخفى على أحد أن جماعة الإخوان ليس لها ولاء للوطن وإنما ولاء لمرشدها ونهجها الدموي الذي تحاول تطبيقه على حساب الديمقراطية غير أن سياستها المفضوحة في ليبيا وتونس كانت سببا في تعثرها وهي تحاول الآن بسط نفوذها في كلا البلدين عن طريق دعم تركيا أبرز معاقل الإخوان حتى وإن كان ذلك على حساب الدمار والقتل وتفشي الفوضى.