أين ليبيا من اليوم العالمي للاجئين؟
خاص 218 – يعتبر الـ20 من يونيو تاريخ اليوم العالمي للاجئين والذي يهدف لاستعراض هموم وقضايا ومشاكل اللاجئين حول العالم والأشخاص الذين تتعرض حياتهم في أوطانهم للتهديد والعنف، وتسليط الضوء علي معاناة هؤلاء وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم
الجمعية العامة للأمم المتحدة قررت في 4 ديسمبر عام 2000 أن يكون هذا اليوم رسميا موعدا للاحتفال به بالتزامن مع مرور 50 عاما على إعلان اتفاقية جينيف المتعلقة بوضع اللاجئين
وضع اللاجئين في العالم
مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين أصدرت في 19 يونيو 2019 تقريرها السنوي المتضمن إحصائية عن أعداد اللاجئين والنازحين في مختلف دول العالم، وكان رقما مرعبا يقدر بنحو 71 مليون لاجئا
وجميهم أشخاص فروا من ديارهم بسبب الحرب والاضطهاد والفقر، نصفهم من الأطفال، حيث يقدرون بـنحو 25.9 مليون طفلا، بينما بلغ عدد الذين نزحوا عن بيوتهم 41.3 مليون، إضافة إلى 3.5 مليون من طالبي اللجوء.
وتتخوف المفوضية من المصير الأسود الذي يواجه معظم هؤلاء خصوصا في الدول التي تدور فيها الصراعات والحروب
وضع اللاجئين في ليبيا
منذ أبريل من هذا العام وتحديدا مع انطلاق عملية الجيش الوطني في طرابلس ضد القوات التابعة للوفاق، رحّلت المفوضية السامية للاجئين آلاف مؤلفة من المهاجرين الذين غرقت مراكبهم أو تمت مصادرتهم قبالة السواحل الليبية إلى بلدانهم
منهم العديد من الجنسيات من دول مثل نيجيريا والسودان ومالي والنيجر ومصر وسوريا والعديد من الدول الأفريقية، وطالب رئيس المفوضية العليا عدم إعادة المهاجرين إلى ليبيا بسبب الوضع الأمني
كما تشهد مراكز الإيواء في ليبيا حالة من التسيب والقصور في تقديم الخدمات الإنسانية للمهاجرين، فالكثير منهم يموت بسبب عدم تلقي الرعاية الصحية المناسبة والبقاء في مراكز إيواء غير مؤهلة لإنقاذ اللاجئين، وصفت بأنها “مراكز اعتقال”!
كما يعتبر موضوع اللاجئين واحدا من أهم الأسباب الرئيسية التي يراها المجتمع الدولي ضرورة لعودة البلاد إلى الاستقرار، ولعل أكثر دولة مستميتة حول هذا هي إيطاليا، التي اقترحت سابقا جعل ليبيا واحدة من الدول التي تحتضن اللاجئين!
أزمات دولية بشأن موجة اللجوء
دول أوروبية لطالما استقبلت اللاجئين كإيطاليا وألمانيا بدأت تعيد النظر في مسألة استقبالها لأعداد كبيرة منهم منذ اندلاع أحداث الربيع العربي وظاهرة النزوح الكبيرة التي اجتاحت العالم بسبب الحروب والصراعات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا على وجه التحديد
إيطاليا تنتهج مؤخرا منهجا عدائيا تجاه الوافدين على شطآنها والذين معظمهم أبحروا من الشواطئ الليبية، ما يجعلها في جدال دائم مع دول الاتحاد الأوروبي بسبب الأعداد التي عبروا عن عدم استعدادهم للترحيب بيها
بينما بدأت مؤشرات في ألمانيا تبين تناقض أراء السلطة في هذه المسألة، بالرغم من دفاع ميركل المستميت على قرارها بفتح الحدود لهم، لكنها خسرت العديد من الأصوات مع تصاعد حظوظ اليمين المتطرف الذي يريد إجلاء نصف أو ربما أكثر من نصف اللاجئين المتواجدين في ألمانيا
حلول لأزمة المهاجرين
على خلفية خلافها مع روما، المفوضية الأوروبية دعت إلى ضرورة إجراء إصلاح لآلية اللجوء والذي مازال متعثرا حتى الآن، على الرغم من التأكيد على أنه أمر حيوي لإدارة أي أزمة هجرة تقع في المستقبل
وتعمل العديد من المؤسسات الحكومية والتطوعية حول العالم لإيجاد حل جذري لأزمة المهاجرين حول العالم واحترام حاجتهم الإنسانية والشروع في ترتيب برامج فاعلة تضمن أن يكونوا فيها لاجئين محميين ومصانين، لكن من دون أن تظهر أي برامج على أرض الواقع تنفذ هذه الأفكار والحلول المنتظرة