أوروبا والهجرة.. إنسانية أم مصلحة؟
في أكتوبر 2013، غرقت سفينة تحمل المهاجرين قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. أدت إلى موت نحو 300 شخص.
وفي باريس وأماكن أخرى، أدخل تشريع جديد لتشديد قوانين الهجرة واللجوء. في الوقت الذي يمكن فيه احتجاز المهاجرين غير الحاملين لوثائق رسمية، وتقصير المواعيد النهائية لتقديم طلبات اللجوء، وجعل عبور الحدود غير الموثق يُعاقب عليه بالسجن لمدة سنة وغرامات.
ويقول الكاتب: أينما نظرتم إلى أوروبا، من اسكندنافيا إلى أسبانيا، ومن إيطاليا إلى هولندا، يتبنى السياسيون نهجا مماثلا. ولكن في اليونان. كان الجمهور، في البداية، أكثر تعاطفا مع محنة المهاجرين أكثر من السلطات وأظهر الشعب اليوناني مع ذلك التزامًا أخلاقيًا مثيرًا للإعجاب للمهاجرين في دعم المهاجرين بالطعام والمأوى والتضامن.
لكن بعد عامين يقول الكاتب إن الوضع مختلف للغاية. سنتان تخلَّت فيهما بروكسل فعليا عن اليونان وأماكن المهاجرين في جزيرة ليسبوس التي تخلت عنها أثينا.
حيث أن الظروف المخيفة في معسكر مثل موريا أدت إلى خلق توترات في الداخل، أصبح العنف هو القاعدة، وقد بدأ العديد من المهاجرين الخروج من المخيم، ونشر العنف والسرقة في جميع أنحاء الجزيرة، مما أدى حتما إلى خلق عداء متزايد بين السكان المحليين.
ويتعرض المقال إلى حادثة غرق سفينة لامبيدوزا ويقول : بينما كان الناس على متن السفينة المنكوبة يموتون ويتوسلون طلب المساعدة، رفضت 3 زوارق صيد تقديم المساعدة
وأن هذه الأعمال اللاإنسانية لا تقتصر على السلطات الإيطالية.
في عام 2011، غادر قارب يحمل 72 مهاجرا ميناء طرابلس الليبي إلى لامبيدوزا وسرعان ما واجه المتاعب، حيث اتصل المهاجرون بخفر السواحل الإيطالي وأبلغ الناتو، الذي كان لديه العديد من السفن في المنطقة.
ووفقا للناجين، انطلقت الطائرات العسكرية من حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول.
حتى أن طائرة هليكوبتر عسكرية يعتقد أنها إيطالية، أسقطت زجاجات المياه للمهاجرين العالقين في اليوم الأول من محنتهم. لكن لم يجرؤ أحد على إنقاذ القارب المنكوب، وتركوه ينجرف في المياه المفتوحة لأكثر من أسبوعين، بدون وقود أو إمدادات، حيث مات واحد وستون من هؤلاء من الجوع والعطش والبرد.
وكشف تحقيق لاحق أجراه مجلس أوروبا استمر لمدة 8 أشهر أن “السلطات الليبية فشلت في القيام بمسؤوليتها عن منطقة البحث والإنقاذ، كما فشلت مراكز تنسيق الإنقاذ البحري المالطية الإيطالية وإيطاليا في إطلاق أي عملية بحث وإنقاذ، وفشل الناتو في الرد على نداءات الاستغاثة على الرغم من وجود سفن عسكرية تحت سيطرتها في محيط القارب.
وأشار المقال إلى أن سياسات أوروبا حوّلت المهاجرين إلى مورد للاستغلال، حيث تم إنشاء صناعة جديدة ضخمة للاعتقال والاختطاف، دُفعت تكاليفها من قبل بروكسل.
ففي ليبيا وحدها، هناك ما لا يقل عن 20 ألف مهاجر محتجزين لدى الإدارة العامة لمكافحة الهجرة غير القانونية، وهناك آلاف غيرهم محتجزون لدى المليشيات والعصابات الإجرامية.
وقد أفصحت منظمة العفو الدولية بالتفصيل كيف يُحتجز جميعهم في أكثر الأوضاع سوءا والكثير منهم عرضة للتعذيب والاعتداء الجنسي والابتزاز.
وقال المدير العام لمنظمة العفو الدولية ، “لم نكن مدركين تماما لهذه الانتهاكات … فهم متواطئون في هذه الانتهاكات”.
بهد كل هذا وربما أكثر، هل من العجب إذاً أن يرى الكثيرون المهاجرين على أنهم تهديد لأوروبا؟ ..