أموال الليبيين بقبضة الإخوان.. فتحي عقوب نموذجا
لم يكن غياب الصديق الكبير عن مؤتمر المركزي الإيضاحي الشيء الوحيد اللافت في هذا الحدث.. فقد أدار الليبيون أنظارهم إلى “زاوية لافتة” في المؤتمر الذي عقده المركزي في “مهمة الدفاع عن السمعة التي شاهت” بعد “التقرير الصادم” الذي أصدره ديوان المحاسبة قبل نحو شهرين.
وتكرر بالمؤتمر اسم شخص يدعى فتحي عقوب، وأظهر التدقيق في “سيرته وشخصيته” بأنه أحد كوادر “النسخة الليبية” من جماعة الإخوان المسلمين، وفقا لما تُظْهِره وثيقة مُسْتندة إلى “تحريات جهاز الأمن الخارجي” الذي اعتبره وفقا لتحقيقات مستوفاة بأنه أحد كوادر الإخوان.
ولا يخفي عقوب أي جهد لنكران الأمر، بل ما يزال مواظبا كعنصر نشط في تنظيم على الكتابة في موقع “إخوان ليبيا” بمقالات وتصريحات خاصة، وفق ما أظهره التحري على شبكة الإنترنت.
واللافت أيضا أن فتحي عقوب، الذي تبين أنه يشغل منصبا حساسا ومهما كأمين سر مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي، يعيد للذاكرة الأهمية الكبرى التي أولاها تنظيم الإخوان دائما للوصول والسيطرة والتغلغل في صلب الوزارات والإدارات الرسمية في مؤسسات ليبية سيادية.
وللوصول إلى هذا الهدف يلجأ الإخوان إلى أسلوب معروف بتركيزه على المفاصل الإدارية للدولة كوكلاء الوزارات ورئاسة المراكز الحيوية التي تدير العمل مع ميزة بقائها في الظل مما يُمكّن التنظيم من تسيير الدولة ومواردها بشكل خفي وعميق.
وبدأ التنظيم المذكور في إرساء هذه السياسة الذكية وتطبيقها منذ العقد الأخير في عمر نظام عائلة القذافي عندما تصالحت معه واتخذهم وريث العائلة السياسي سيف القذافي حليفا ونصيرا أساسيا في مشروعه ليبيا الغد.
وزاد ذلك “الاجتياح” بعد فبراير التي التحقوا بها وركبوها فيما بعد للوصول بها إلى حكم الليبيين إداريا وماليا بعد أن فشلوا سياسيا وأيدولوجيا، ويعتقد أن الكثير من المراكز الحساسة لازالت تحت سيطرتهم بفعل كوادر تخفي انتماءها لهم ظاهريا إلى اليوم.
وليس سرا أن الصديق الكبير ذاته من المحسوبين عند مصادر كثيرة على الفرع الليبي من الإخوان المسلمين.