أغسطس طرابلس المقهورة
عبدالوهاب قرينقو
كرحيقِ فجرٍ مُعتق ينسابُ الندى في شوارعِ الخريف
وبرعايةِ نصفِ قمرٍ وصخبٍ هُناكَ في البلادِ يُغامر.
المدينةُ لم تصحُ تماماً
وإن فَعَلتْ فلصوصُ كُلَّ حراكٍ بالمرصاد.
كرتون الحرية ليس أفضل حالاً مِن حُلُمِ الإنصاف،
ربما وحدُها الصدفةُ مَن يضع اللمسة السحرية
أو رحمةٌ مِنَ السماءِ
لا يتوقعها القانطونَ المكلومونَ ولا أربابُ العِصابةْ.
انفجرت الشوارعُ بــ “الهمة”
واختفى أبطالُ الورق، المُدافعونَ عن خوفهم، لا غير،
في حمى طواغيت جدد بربطاتِ عُنُقٍ مستوردةٍ ومنبرٍ من أوهام.
اختفى المرتابون من فيلٍ يُحطِّمُ دُكَّانَ الخزف..
اختفى مروجو فوبيا الجنود، غاضو صوت حقٍ رعباً من غربان العصابة
اختفى من نعت أحرار التراب بحمير غويا!.
. . . . . . اختفى النابحونَ على “دائرة البول” واختفى الراضون -ذعراً- برغيفٍ بالقهر مغمس.
طرابلس طرابلس طرابلس ..
ليس سوى أصواتُ فِتيةٍ بالحق الأكيد تصدح، تُعلن ورد سلام في وجه البنادق
هي الأصوات الأصوات، خارج السرب المألوفِ تُحلق.. كعاداتها في كل الغابات المزمنة
أصوات تتلوها أصوات تعانق سماء الرحمة .. البيارق بيضاء بيضاء بيضاء، في وجهِ نسانيس العتمة.