أسباب فشل المُبادرات الدولية بشأن ليبيا
طُرحت أكثر من 10 مبادرات أممية وأوروبية وإقليمية لمساعدة الليبيين في حل أزمتهم خلال الأعوام الأخيرة، لكن لم تقم لأي منها قائمة، بل إن منها زاد تعقيدات الأزمة.
ويعتبر مُراقبون أن بعض تلك المُبادرات ولدت ميتة لعدم إشراك الفاعلين بالمشهد السياسي الليبي فيها، أو لرفض الأخيرين تلبية دعوات للجلوس على طاولة واحدة في أراض ليبية.
ويتساءل المراقبون عن سبب فشل المبادرات التي طرحت رغم حجم التحشيد الدولي لها، ويتطلعون بالوقت ذاته للمقبل منها بعين الإحباط.
ويعتقدون أن سبب فشلها هو تقديم مصالح هذه الدول على المصالح الليبية، فمثلا لم تنجح المبادرات الجزائرية والتونسية لأنها تهدف بالدرجة الأولى إلى تأمين الحدود والمعابر حتى لا تكون مدخلًا لتهريب السلاح والمتفجرات والإرهابيين.
وكذلك مبادرات الاتحاد الأوروبي سعت إلى منع وصول المهاجرين غير القانونيين إلى سواحل جنوب أوروبا، ومبادرات إيطاليا وفرنسا هدفت في الأساس إلى تأمين مصالحهما الاقتصادية، ويعدان شريكان نفطيان متنافسان يعملان في الحقول الليبية، ولهما استثمارات لا ترغبان في أن تتبدد.
ويرى المراقبون أن النظرة الألمانية إلى ليبيا تنبع من المنافع الاقتصادية المستقبلية، أما روسيا فلا تخفي رغبتها في زيادة حصة شركاتها النفطية في ليبيا، ووجودها العسكري على غرار سوريا.
ويؤكدون أن مبادرة الولايات المتحدة تحت إدارة دونالد ترامب، تظهر تحقيق تسوية للأزمة، وتخفي هدف تأمين أكبر حصة من النفط الليبي لصالح الشركات الأميركية. كما ويُنتظر أن يُعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مبادرة خلال الفترة القادمة.
ويتمسك المراقبون ببصيص من الأمل في المبادرات المقبلة لحل الأزمة الليبية، مؤكدين أن الأطراف تعبت من الصراعات وباتت متشوقة لتقاسم السلطة، وأيضا لم يعد المواطن يحتمل تردي أحواله أكثر.