أزمة “كهرباء” متلازمة مع غياب موعد لنهايتها
تلقي أزمة انقطاع الكهرباء المستمرة بظلالها على الحياة اليومية للمواطنين في مختلف أرجاء البلاد، وليست العاصمة باستثناء حيث تشهد أزمة خانقة يعيشها سكان المدينة في ظل غياب التيار الكهربائي، فويلات الحرب تزامنت مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى تضرر شبكة الكهرباء جراء الاشتباكات والدخول في ظلام تام في بعض الأيام، وبعدد ساعات تجاوزت 12 ساعة في أيام أخرى ما تسبب في أزمة خانقة فاقت حد الاحتمال.
ويواجه أصحاب المتاجر ومحلات الجزارة واللحوم والسلع سريعة العطب أزمة أكثر حدة من غيرهم، إذ أن تجارتهم تعتمد بشكل كبير على استخدام المبردات للحفاظ على السلع من التلف، وهو ما تسبب في تلفها السريع متسببا بخسائر مادية فادحة لهم.
ومن جانب آخر فإن طلاب المدارس والجامعات يعانون الأمرين في ظل انقطاع الكهرباء ودرجات حرارة الصيف القصوى، إضافة إلى تواجد الاشتباكات في مناطق قريبة جداً من الحرم الجامعي والمدارس عدا عن تعطل تخرجهم لوقت طويل بسبب تعطيل الدراسة نتيجة لوقوع بعض المدارس في مناطق الاشتباكات، ما فاقم حالة اليأس التي اعترت العديد من الطلبة في ظل هذه الظروف .
و قد بررت الشركة العامة للكهرباء العامة هذه الانقطاعات على لسان المتحدث باسمها محمد التوكري الذي قال إن هناك العديد من الأسباب لعدم استقرار الكهرباء في الشبكة العامة، لاسيما القتال الدائر في طرابلس، وإن الحرب المستمرة دمرت دوائر نقل الكهرباء تماما كما أتلفت العديد من المحولات مشيرا إلى أن عمليات الصيانة والتأهيل ستستغرق وقتا طويلا، وأضاف قائلا “يجب ألا ننسى أن مزيدا من الدمار سيحدث لشبكة الكهرباء وفي كل يوم مع استمرار الحرب” بحسب ما نقلته عنه وكالة شينخوا الصينية.
ويحاول سكان العاصمة الهرب من الحر وانقطاعات الكهرباء والأزمات المتلاحقة إلى البحر وشواطئه ليلطف قليلا شدة حرارة الصيف، ويستبدلها بنسيم بارد، يقيهم حر الطقس وسعير الحرب ويخفف تأثيرات الأزمة وشدة وطأتها، بأنشطة ورياضات وألعاب ترفيهية لا يسعها إلا شاطئ فتح ذراعيه لهم بنسيمه العليل.