“أردوغان”.. من المغامرات في ليبيا و”قره باغ” إلى مغازلة الغرب دبلوماسياً
تقرير 218
بعد عدة مبادرات جريئة؛ تدرك تركيا ببطء، أن الوقت قد حان لإجراء تعديلات على السياسات في العديد من المجالات.
وفي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رسميًا، أنه سيتم إطلاق إصلاحات مهمة في مجالات القضاء والاقتصاد؛ فإنه يتخذ على الجانب الآخر خطوات في سياساته الخارجية، تحدث عنها وزير خارجية تركيا الأسبق والعضو المؤسس في حزب العدالة والتنمية الحاكم، ياسر ياكيس، في مقال له على صحيفة “عرب نيوز”.
وأشار “ياكيس” إلى أن الدور التركي في ليبيا و إقليم “ناغورنو قرّه باغ” غيّر شكل الصراع في البلدين إلا أنه جلب معه تغييرات في العلاقات التركية الأوروبية الأميركية ويرى وزير الخارجية التركي الأسبق أن تركيا اليوم أدركت أنها وصلت إلى الحضيض في علاقاتها الخارجية بعد أن واجهت العلاقات مع الولايات المتحدة مشكلة كبيرة جراء شراء تركيا لنظام الدفاع الجوي الروسي الصنع S-400.
كما لفت إلى الانتقادات الشديدة التي وجهها الرئيس المنتخب جو بايدن إلى تركيا خلال الحملة الرئاسية والتي لا تبشر بالخير للعلاقات الثنائية المستقبلية بين البلدين، بحسب “ياكيس”، إذا ما ربطناها بأن المناصب الرئيسة التي لها بُعد تركي في إدارة “بايدن”، يتم شغلها من قبل المرشحين، الذين دعموا في الماضي سياسات لم تكن أنقرة راضية عنها.
وعلى ما يبدو؛ فإن تركيا تحاول إصلاح علاقاتها مع الولايات المتحدة من خلال تعيين شخصية سياسية، وهو عضو مؤسس في حزب العدالة والتنمية الحاكم، سفيرًا لها في واشنطن.
كما أن الفضاء الأوروبي حاضر في مراحل تحسين العلاقات، بعد أن عيّنت أنقرة في باريس دبلوماسيًا محترفًا، كان زميلًا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في المدرسة الوطنية للإدارة المرموقة، كما أرسل “أردوغان” وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، إلى عدة عواصم، مع تعليمات لتحسين العلاقات، إضافة إلى ما قاله “أردوغان”، الأسبوع الماضي، عندما خاطب سفراء الاتحاد الأوروبي في أنقرة، قائلاً لهم إن تركيا لا تزال ملتزمةً بعملية الانضمام، كما عبّر صراحةً، عن نيته فتح صفحةٍ جديدةٍ في علاقات الدولة مع الاتحاد الأوروبي.