أردوغان متورط في ليبيا.. هذه كل الحكاية
تقرير 218
على وقع الشحنة التركية التي ضبطها رجال الجمارك في ميناء الخمس، والجدل العام في ليبيا حول هذه الشحنة بعد أن كشفت التحقيقات أنها مليئة بأعداد مهولة من الأسلحة البسيطة والمتوسطة، كانت مُهرّبة إلى ليبيا، تحاول تركيا لملمة هذه القضية وملفاتها في ليبيا، عبر إرسال وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، للعاصمة طرابلس وترتيب لقاء مع حكومة الوفاق ورئيسها فائز السراج، يوم غدٍ السبت، بحسب بعض الأخبار المُسرّبة وغير الرسمية، التي تتحدث عن زيارة مرتقبة لوزير خارجية تركيا إلى طرابلس.
ويأتي التحرّك التركي السريع هذه المرة، بعد أن طالبت قيادة الجيش الوطني المجتمع الدولي والأمم المتحدة وبعثتها في ليبيا بإدانة تركيا، وفتح تحقيق فوري واتخاذ موقف جدّي معها، بعد ارتكابها الجريمة الإرهابية وخرقها قرارات مجلس الأمن رقم 1973 لسنة 2011 وقرار 1373 لسنة 2001 الخاص بحظر تمويل كافة الأشخاص والمنظمات الإرهابية.
وازداد الحراك العام في ليبيا خلال أسبوع، وطرح أسئلة تدور حول إمكانية السلطات الحكومية في ليبيا، الإيضاح بشكل كامل لموقفها من الشحنة التركية الثانية، التي لم تصدر حكومة الوفاق أي بيان حولها.
وللمفارقة فبالنظر لما لتركيا من دور بارز في دعم الجماعات المتطرفة والإسلام السياسي بشكل خاص، فقد كان أوله بداية العام 2018 في 10 من يناير، حين كشف حرس السواحل اليوناني عن ضبطه سفينة ترفع علم تنزانيا متجهة إلى ليبيا، مليئة بالمواد التي تُستخدم لصنع متفجرات،
تم تحميل موادها فى ميناءي مرسين والإسنكدرونة التركيين. وبعدها كُشف أن تركيا كانت تحاول إرسال المواد للجماعات المتطرفة الموالية لها.
أما عن الجُزء الأهمّ في هذه المفارقة، أن تركيا تُحاول بشكل مستمر، أن تجعل من ليبيا جُزءًا من مشروعها “الأردوغاني” الذي ينتهج الولاء والطاعة العمياء للإخوان المسلمين، وكانت محاولتها التي ستُحرج أنصارها في ليبيا، هي الشحنة الثانية التي أرسلتها في نهاية العام 2018 وكأنها تقول لكل الليبيين إنها حاولت أن تجعل من عامهم الحالي 2018، عام الموت والدمّار، في أول شهر فيه “يناير” وآخر شهر فيه “ديسمبر”، ويا لها من مُفارقة.