كتَـــــاب الموقع

أتمنى لو كنت قندسا

محمد الطيب

هواية جديدة غريبة مزعجة وتؤدي إلى الإدمان ‘قراءة تعليقات المناشير’ فمن منا اليوم لا يهوى هذا الهوس أينما نجد منشور على صفحات التواصل الاجتماعي، نعطيه دقيقة أو أقل من الأهمية ومن بعدها نتجه مباشرة للتعليقات نعود للتعليقات القديمة ونقرأ ماذا قال فلان ماذا علقت فلانة، ربما تبدأ في الضحك حتى لو كان المنشور أصلا ليس مضحكا ، لكنك تستمتع بما كتب من تعليقات ربما يتم استفزازاك فيأخذك الفضول للدخول إلى صفحة المعلق الذي ربما يكون طفلا لم يتجاوز السبع سنين، نقضي الوقت الثمين في قراءة التعليقات التي أغلبها أصبح مكررا و’بايخ’.

إن كنت تحب هذه الهواية من باب الفضول أو لتكون ملما برأي الناس حول موضوع ما، لا بأس لكن دعني أذكرك بالتعليقات التي لا تنتهي تجدها أينما كان هناك جدلا لنتذكر بعضها

أناشد رئيس كوريا الشمالية المحترم كيم يونج اون بأن يقوم بضربنا بالنووي والهيدروجين الحارق وأن يزيل هذه البقعة من الكرة الأرضية عسى الله أن يبدلنا بقوم صالحين لأننا لا نستحق العيش ومن الله التوفيق، ربما تجدها باللغة الكورية ‘كساد ترجمها في جوجل وحطها ‘ فهناك تفنن في الإزعاج.

إلى لوحة جدارية تملأ صفحات الفيسبوك ‘أحيانا أتمنى لو كنت قندسا بأحد فروع نهر المسيسيبي أقضي حياتي بين البر والبحر متغذيا على سمك الشبوط والسلمون همّي الوحيد قطع أغصان الأشجار بأسناني القوية من أجل بناء بيت أحتضن فيه زوجتي القندسة صاحبة الابتسامة الساحرة ونعيش في أمن وسلام بعيدا عن هذه الزواحف التي اجتاحت الأرض منذ أحقاب عديدة’ عن نفسي تمنيت أن من اخترع هذا التعليق أن يكون فعلا قندسا لا يقرأ ولا يكتب ولا يضيع وقتي ووقتكم.

الكثير والكثير من هذا النوع من التعليقات جعل السوشيال ميديا بالتحديد الليبية غير صحية خاصة بتعليقات عن الأم التي تصنع أمة، يعلقون ‘ياريتها عقمت، ياريتها طاحت من دورج المستشفى’ مع تعليقات لا يحتملها هذا المقال ولا هذا الموقع .

لننتقل إلى نقطة موازية ‘الجيش الإلكتروني تستخدمه العديد من المؤسسات للإطاحة بشخص ما شركة ما سياسي أو ربما تسخيره في وضع تعليقات متشابهة لزيادة عدد المعلقين، لكن المحير في ليبيا هذا الجيش ينسخ تعليقات سياسية في كل المناشير مهما كان موضوعها تجد ‘أطفال قنفودة’ في كل مكان كتعليق أو ربما أين سهام سريقيوة’ هي قضايا لكن لماذا تجدها مكررة بنفس طريقة كتابة النص في كل مكان؟
نحن نهوى قراءة التعليقات ومؤسس الفيسبوك مارك على علم بهذا لذا خصص لنا خاصية تنهي التعليقات المزعجة، فقط كلما قرأت هذا النوع من التعليقات اضغط على التعليق واختار بلاغ، سهلة لا تحتاج إلا ثوان من التصفح، لنجعل السوشيال ميديا الليبية صحية، فإن زاد عن حده قد أتمنى فعلًا أن أكون قندسا !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى