أبو عون: تُركيا تُريد “نظاما إسلاميا” في ليبيا.. وواشنطن ضد التطرف
خاص| 218
تناول برنامج “USL” على قناة “218NEWS”، الثلاثاء، في حوار مع مدير برامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد الأميركي للسلام، إيلي أبو عون، القضايا الليبية الساخنة، وفي مقدمتها المرتزقة وبرامج تفكيك المجموعات المسلحة.
واعتبر “أبو عون” أن ما يجري في ليبيا الآن هو صراع بين تركيا ودول أخرى لتثبيت نظام سياسي معيّن له طابع إسلامي، ويتعلق أيضا بالاقتصاد والنفط والوصول إلى سواحل البحر المتوسط، وبأجندات ليبية خاصة حول النظام المركزي وتوزيع عائدات النفط.
وقال “أبو عون” إن إحدى تعقيدات الأزمة الليبية، أن حكومة الوفاق ليس عليها توافق من جميع الليبيين، لكن الولايات المتحدة تدعمها لأنها منبثقة عن اتفاق سياسي، فيما حاول الألمان لعب دور توفيقي لحل الأزمة وأخفقوا بسبب تعقيدات النزاع، ورأى أن نفس العناصر التي منعت الليبيين من الوصول إلى حل ما تزال موجودة بل هي أكثر الآن.
تركيا والمرتزقة
وبشأن ملف المرتزقة، ذكر “أبو عون” أن السماح لتركيا بنقل الآلاف متهم إلى ليبيا يمثل خطورة على الاتحاد الأوروبي بالدرجة الأولى، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي تخاذل في واجباته تجاه ليبيا ووجود المرتزقة فيها، وأن الأوروبيين ارتكبوا خطأ استراتيجيا كبيرا لعدم منعهم تركيا من إرسال المرتزقة إلى ليبيا.
ولفت إلى أن المرتزقة جاؤوا إلى ليبيا خلال ثلاثة أشهر، ويلزم انقضاء 10 سنين لإلغاء تبعات وجودهم، مبيّنا أن هناك ردّ فعل في المنطقة على التدخل التركي في ليبيا.
الدور الأميركي
وأكد “إيلي أبو عون” أن ابتعاد أميركا عن الساحة الليبية أخيرا يسمح لها بلعب دور توفيقي، لافتا إلى وجود تقسيم أدوار داخل الإدارة الأميركية تجاه الملف الليبي بحيث لا يظهر الخلاف حوله إلى العلن، موضحا أن الولايات المتحدة تبتعد حتى الآن عن التدخل المباشر في الملف الليبي.
وقال إن أميركا تعارض علانية تحكّم المجموعات المسلحة في طرابلس، وتبقي على قنوات تواصل مع أطراف ليبية في الشرق وفي الجنوب، وكانت دائما تطرح مع الوفاق تواجد جماعات إسلامية متطرفة في طرابلس.
خيارات أوروبا
ورأى مدير برامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد الأميركي للسلام، إيلي أبو عون، أن الاتحاد الأوروبي برهن على صعوبة أن يكون لديه خيارات موحدة في السياسة الخارجية، مشددا على أن ليبيا أكثر مسرح تجلى فيه الانقسام الأوروبي.
وأوضح “أبو عون” أن انقسام أوروبا أدى إلى ترك مصير ليبيا بين أردوغان وبوتين، مبديا استغرابه من عجز الاتحاد الأوروبي عن تطوير رؤية مشتركة تجاه ملف حساس واستراتيجي مثل ليبيا. لكنه أردف قائلا إنه مهما تفاقمت الخلافات بين دول حلف الناتو إلا أنهم يعودون إلى مسار توفيقي بينهم.
الصدام الفرنسي التركي
وقال “أبو عون” أن شكل الحرب مختلف اليوم لأنه يتم عبر الوكلاء، مضيفا أن فرنسا وتركيا على طرفي نقيض من الملف الليبي، وأن أنقرة يمكنها لعب ورقة اللاجئين ضد أوروبا ما يضغط بشكل غير مباشر على فرنسا من خلال دول أوروبية أخرى.
وأشار “أبو عون” إلى أن فرنسا وحدها لا تكفي، وما لم يكن هناك موقف أوروبي موحد ضد تركيا فلن ينجح الأمر.
المجموعات المسلحة
ولفت “أبو عون” إلى أن المجموعات المسلحة في ليبيا لم تعد تحارب من أجل إيديولوجية محددة وتحولت الآن إلى “مافيات وبزنس”، وفق وصفه، ورأى أن الاستعجال بتنفيذ برامج لتفكيك المليشيات قد يشكل خطورة آنية ومستقبلية، ولكن يجب أن يكون الموضوع على طاولة البحث.
وأعرب “أبو عون” عن أمله في أن يكون الفرقاء الليبيين والأطراف المتدخلة الأخرى على وعي بتعقيدات ملف “المليشيات”.