أبناء القذافي .. منافي وسجون و”خُرافات أيضا”
218TV | خاص
منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي، ودخول العاصمة طرابلس في أغسطس 2011 فقد اتجه السؤال سريعا صوب مصير الأبناء الذين كانوا يحكمون ليبيا والليبيين باسم “القائد العقيد”، إذ تبدو مصائر الأبناء معلومة ومعلنة لكثير منهم، فيما لا يزال الغموض يلف مصير بعضهم، وهو أمر يستحق البحث، وتقديم صورة أقرب للواقع.
ومما قيل إنها قبور في بني وليد، إلى “زيارات غامضة” بين مدينة البيضاء وسلطنة عُمان، وإلى حد ما الجزائر، يُحاول موقع قناة (218) أن يرسم “صورة تفصيلية” أقرب إلى الواقع بشأن عائلة العقيد معمر القذافي التي “سادت واستباحت” ثم بادت، في وقت لا تزال فيه “العائلة المنكوبة” تثير ما تثيره من “توابع الأسئلة” داخل ليبيا وخارجها، فما بين “الشماتة” بمصير عائلة حكمت ب”الحديد والنار”، إلى “حنين انتقامي” للعائلة على قاعدة “كراهية بعلي.. لا حُبّا بمعاوية” تمضي وتتطاير “الروايات الليبية”، المخلوطة غالبا ب”الأماني والرغبات”، الأمر الذي لم يُقَدّم معه حتى الآن “رواية متماسكة” عن “خط سير” أفراد عائلة القذافي.
لا يُخْتلف على “المصير المحتوم”، و”المُوثّق” صوتاً وصورة للقذافي – مأساة صانع المأساة- ونجله معتصم الذي ظهر في لحظاته الأخيرة “عنيدا مُتحدّيا”، يرفض أن يستسلم لقتلته لاحقا، وهو مشهد مُعاكِس تماما للصورة التي ظهر عليها الأب قبل دقائق من “تصفيته”، إذ تُثبت الصور ومقاطع الفيديو بما لا يدع مجالا للشك أنهما لم يعودا على قيد الحياة، وإن “تجهيل قبريهما” ليس سوى “تفصيل عابر” على هامش “مقتلهما المؤكد”.
سيف الإسلام استفاد من حالة ملتبسة ليبياً بخصوص قانون ل”العفو العام”، إذ جرى إطلاق سراحه، لكنه حتى الآن لا يوجد أي أثر يقود إليه، ولم تظهر له أي صورة أو مقطع فيديو، وقيل مرارا إنه سيظهر إعلاميا في مقابلة، وهو أمر لم يصدق، فحتى الآن يعتبر سيف الإسلام الذي ترشحه تقارير وانطباعات لعودة وشيكة للمشهد السياسي، إلا أنه لا يزال بلا “صوت أو صورة”، رغم مضي نحو عام على إطلاق سراحه.
هُرّب محمد إلى مسقط ب”اتفاق شِيك” لا يزال “طي الكتمان” ومعه والدته وزوجته وأبناؤه، فالرجل لم يشغل الليبيين كثيرا، فباستثناء “النهم” ل”المال الحرام” لم يكن محمد قاتلاً، ولم يظهر اسمه في “القوائم الدولية” في إطار “اتهامات واشتباهات”، فيما من المؤكد أيضا أن “الساعدي” و “هانيبال” أُلْقِي القبض عليهم، وأودعوا سجون ليبية ولبنانية على وقع “اتهامات واعتبارات” لا تزال مُتداخلة، فيما يتردد أن “سيف العرب” قد قُتِل في أول غارة ل”الناتو” على طرابلس.
عائشة يتردد أنها تتنقل في مساحة جغرافية ضيقة جدا بين الجزائر وسلطنة عُمان، إذ قررت القارة الأوروبية قبل نحو شهرين إزالة “منع السفر” عنها، وهو ما يعني أنها ليست مطلوبة على خلفية قضايا من “العيار الثقيل”، وتردد على شكل تقارير أنها حاولت الاتصال ب”سُكّان الطوابق العليا” في دول “تصنع القرار العالمي”، لكن هذه الاتصالات يبدو أنها اصطدمت ب”المؤكد”، وهي أن “العائلة المنكوبة” لا تُغْري أحدا، وأن “التشبيك” معها ربما يكون مُكْلِفا، وبدون نتائج.
من بقي؟ يمكن القول إن مصير “خميس القذافي” يكاد يكون هو “الأكثر غموضًا” من بين سائر أبناء القذافي، فالرجل الذي انتشرت حول مقتله “شائعات وروايات” عدة، وصلت إلى حد التندر والطرافة، لا يمكن القطع بصحة مقتله، إذ تلفت معلومات سابقة – ولا يمكن توثيقها- لدبلوماسي روسي كبير في العاصمة اللبنانية إلى خميس –المُتلقي لعلومه العسكرية في روسيا- لم يمت، بل إنه أمكن لروسيا “تسهيل هربه”، إذ يقيم في موسكو، ومن المرجح أن يكون “ورقة روسية” في وقت ما، فيما يلفت الدبلوماسي إلى أن خميس كان “قناة اتصال سرية” بالروس في عهد والده، وأن الكتيبة التي كان يديرها كانت تجد اهتماما روسيا خاصاً، لكن آخرين يجدون في هذا الأمر ما يُشبه “الخرافة السياسية”.
كثيرة الروايات التي انتشرت، أو تلك التي يمكن نشرها في المستقبل، لكن الثابت أن عائلة القذافي صارت “أثرا بعد عين”.